تعديل

vendredi 2 août 2013

مجد الريماوي.. انتصار آخر للأسرى خلف القضبان


أمل جديد وانتصار آخر للمسجون على السجّان، حققه الأسير الفلسطيني عبد الكريم الريماوي (37 عاما) من داخل معتقله في سجن نفحة الإسرائيلي، بعد أن نجح بتهريب حيواناته المنوية قبل نحو عام ليروا هو وزوجته ليديا الريماوي طفلهما مجد وتغمرهم الفرحة رغم الألم.
وفي مركز رزان لعلاج العقم بالمشفى العربي بنابلس شمال الضفة الغربية، حيث أجريت كافة العمليات، كانت ليديا (34عاما) على موعد لوضع طفلها مجد في ثاني حالة ناجحة للأسرى بتهريب نطفهم وإنجاب أطفالهم من خلف القضبان.
وما إن سمحت حالتها بلقائنا، حتى رأيناها تحتضن طفلها، ونرى عن قرب حكاية مجد في أسرة قوامها ثلاثة، أسير غائب ووالدة أنهكتها سني الحياة وحدها، وشقيقة لمجد ضامها أن تبقي الوحيدة لوالديها.
وفي غمار فرحتها هذه ووسط زغاريد صدحت بالمكان وابتسامات علت محيا الحاضرين من ذوي الزوج والزوجة، استطعنا أن نسترق بعض الكلمات من ليديا، لتخبر الجزيرة نت عن تجربتها وتقول "زوجي معتقل منذ 12 عاما ويقضي حكما بالسجن 25 عاما، ورند هي وحيدتنا منذ زواجنا، وبات أمل اللقاء بالزوج يخبو كل يوم مع ممارسات الاحتلال وإجراءاته العنصرية".
وكل هذه العوامل مجتمعة دفعت بليديا للقيام بهذه الخطوة بعد أن ترددت لفترة، "لكن حكاية صديقتي دلال (أم مهند) زوجة الأسير عمار الزبن كانت حافزا لي ولغيري من زوجات الأسرى للإقدام على هذا الأمر". 
تحقيق الحلم 

وتقول أم مجد واصفة مراحل نقل النطفة بأنها صعبة للغاية وتمت بحذر شديد وسرية، رغم أنها كانت مترددة بالبداية.
وأضافت أن نجاح تجربة الأسير الزبن كان حافزا لها ولزوجها للقيام بخطوة مشابهة، "ولذا كررت التجربة ثلاث مرات، وتجاوزت كافة المحاذير الإسرائيلية والمجتمعية لتحقيق حلم لطالما راودني وزوجي".
ولم تتوارى أم مجد المنحدرة من بلدة بيت ريما قضاء رام الله عن التضامن مع زوجها والأسرى يوما، مؤكدة أن آخر مشاركاتها كانت ليلة ولادتها.
أما رند (13 عاما) فقد أفضت ابتسامتها كلغة مشتركة للتواصل مع شقيقها مجد إلى دموع فرح غمرت الحاضرين، وزادت مرارة حالهم بقولها "لطالما انتظرتك يا شقيقي، وزاد في شوقي أني دوما تحسست أحشاء أمي سائلة عنك، فأنا لم أعد وحيدة بعد اليوم".
وحققت أربع من زوجات الأسرى حلم أزواجهن بالحمل عقب تجربة مهند الزبن، كانت ليديا أولاهن، فيما تنتظر الثلاث الباقيات الإنجاب خلال الأسابيع القادمة، وفقا لمدير مركز رزان الدكتور سالم أبو خيزران، الذي أكد أيضا نجاح حمل 15 من زوجات الأسرى، إضافة لواحدة من غزة.
ويضيف أبو خيزران أنهم يقومون وعبر آلية معينة بتجميد الحيوانات المنوية للأسرى، وخاصة إذا لم يتجاوز نقلها الوقت المطلوب وهو بضع ساعات، مشيرا إلى أن تجربة الأسير الريماوي هي الثانية التي نجحت، "بينما الحمل تحقق لدى كثيرات".
وأشار إلى أن دورهم إنساني بحت، لا سيما أن دوافع هذا الإنجاب ضرورية، لكون لأسرى يقضون أحكاما عالية بالسجن، وخشية تأخر سن الإنجاب لدى زوجاتهم عقب الإفراج.

الشرع والقانون

وشرعا لا يتعارض الأمر مع هذه القضية، إذا تم ضبطه بضوابط شرعية اتفق عليها مجلس الإفتاء الفلسطيني الأعلى، كما يقول المفتي أحمد شوباش.
وأهم هذه الضوابط وفق شوباش، أن تكون الحيوانات المنوية للأسير ذاته، وأن تكون العلاقة الزوجية قائمة، وأن يكون الأسير يقضي حكما عاليا يتعذر معه الإنجاب بغير هذه الوسيلة، وأن تكون الزوجة مدخول بها، إضافة لإشهار عملية الإنجاب.
وقانونيا تعد هذه المسألة من أهم حقوق الأسرى التي يناضلون من أجلها كما يقول مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش، في ظل بطش حرمان الاحتلال لهم من أبسط حقوقهم كالالتقاء بزوجاتهم وأسرهم.
وأضاف للجزيرة نت أن الاحتلال لا يُؤمن جانبه بأن يوفر خلوة شرعية للأسرى، أو حتى نقل الحيوانات المنوية تحت إشرافه، ولذلك اتجه الأسرى لطرق عديدة لتهريب نطفهم.
وشدّد على أن الاحتلال لا يعترف بالقوانين الإنسانية المحلية والدولية التي تعطي الأسرى حقوقهم بما فيها الإنجاب، "بل يمعن بطرق إذلالهم وانتهاكها".

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More