تعديل

dimanche 4 août 2013

حكايات عن عالم الجن والسحر العصفور الأخضر - حكاها عمران مطعم



في يوم من الأيام، خرج راجل لشط البحر زى عوايده، وسمع عصفور بيغنى عجبه وخده على البيت. لما الناس شافوا العصفور عجبهم هم كمان، وسألوه: "إنت جبته منين؟". قال لهم: "من بلاد بعيدة قوى". فطلبوا منه بروح يجيب لهم عصافير زي عصفوره الأخضر اللى بيغنى. وافق وحضر نفسه للسفر، وخد معاه الزاد والزواد واتكل على الله. وهو ماشى في طريقه، قابله راجل عجوز وسأله: "إنت رايح فين؟" قال له: "رايح أجيب لهم العصفور الأخضر". العجوز قاله: "شوف. قدامك 3 طرق. الأولانى: طريق ذقاوة اللى هيوصلك لبلاد برانى وفيها حاجات خاصة بالعرب. الثانى: طريق ملول وهيوصلك لإسكندرية أما الثالث: فده طريق طن غازى، طريق المشقة". الراجل قال له: "هو ده الطريق اللى أنا عايزه". وفعلا مشى في طريق المشقة. وفي السكة، قعد يستريح شوية، لقى جنبه كلب. بص للكلب وقاله: "خلاص إنت دلوقتى بقيت صاحبى". وأكله من الأكل اللى معاه. وفى ثانية بيتلفت ما لقاهوس. استغرب قوى. المهم بعد ما ارتاح، قام يكمل رحلته. وفضل ماشى ماشى 3 أيام. في اليوم الرابع وهو قاعد يستريح، لقى جنبه راجل. قال له: "إنت مين؟" رد عليه وقاله: "أنا الكلب اللى أكلته من كام يوم. وعلى فكرة، أنا مش إنسى، وجيت أساعدك زى ما عطفت على وأكلتنى. قول لى بقى، إنت عايز تروح على فين؟" الراجل صاحبنا قاله: "أنا عايز أروح لبلاد بعيدة فيها عصافير خضر بتغنى.
الجنى قاله: "أنا عارف البلاد دى. تعالى اركب على كتفى وغمض عينيك وأنا هاوديك". وفعلا، الراجل فجأة لقى نفسه في قصر كبير، مليان عصافير كتيرة بتغنى. قعد يلم فى العصافير، يلم فى العصافير. وخد بعضه وراح خارج. بس أول ما خرج، ندم إنه ما خدش معاه عصافير أكتر. قال: "أما أرجع ألملى شوية كمان". وهو راجع جوة القصر، شافوه الحراس وسألوه إزاى دخل وهم معاهم المفاتيح. خدوه على ملك القصر.
الملك قاله: "لو عايزى أسامحك إنك دخلت قصرى من غير إذنى، لازم تروح على بلاد بعيدة فيها فرسان وحصنة واللوكاف (سرج الحصان) من دهب وفضة. روح هناك وهات لى لو كاف دهب وفضة وأنا أديلك كل العصافير اللى أنت عايزها".
الراجل خرج من عند الملك، ومش عارف يعمل إيه. لقى الجنى قصاده، فحكى له على الحكاية.
الجنى قال له: "ولا يهمك. أنا عارف مكان القلعة اللى فيها المطلوب. يللا اركب على كتفى وغمض عينيك". وزى المرة اللى فاتت. لقى الراجل نفسه جوة القلعة، فقعد يلم الدهب والفضة. يلم يلم. وخد بعضه وراح خارج. بس أول ما خرج، ندم إنه ما لمش أكتر، راح راجع. قابلوه مين؟ طبعا الحراس. وطلبوا منه عشان يسامحوه ولا يسجنوهوش، يروح لبلاد بعيدة فيها أجمل بنت، بس هى رافضة تتجوز. وقالوا له: "لو عرفت تجيبها معاك، هنديك كل اللىأنت عايزه من الدهب والفضة". خرج الراجل وهو محتاس، هيوصل للبنت دى إزاى، ويا ترى هى فى أنهى بلاد. فجأة لقى قدامه مين؟ الجنى. وحكى له الحكاية، قال له الجنى: "ولا يهمك. أنا عارف السكة. بس كل اللى عليك إنك تركب على كتفى وتغمض عينيك. وكمان أو ما توصل، تدى للبنت هدايا كتيرة من الدهب والفضة اللى معاك". وفعلا، في غمضة عين، الراجل لقى نفسه فى بيت أبو البنوتة.
فقال له: "يا عمى أنا غريب مش من هنا. وباعمل فضة ودهب ليهم العجب. ولو تسمح لى، أنزل عندك ضيف كام يوم. "أبو البنت أكرمه ووافق إنه يستضيفه. وحكى له كمان عن بنته اللى رافضة الجواز. راح الراجل إدى له أسورة فضة هدية لبنته. وتانى يوم، قال له: "إيه رأيك لو تجوزنى بنتك". أبوها قال له: أنا عن نفسى موافق. بس لازم آخد رأيها. وراح سألها، قالت له: "موافقة. الغريب ده، بعت لى هدايا من قبل ما يشوفنى". وفعلا اتجوزوا. وبعد الفرح بكام يوم، الراجل قال لحماه إنه عايز ياخد عرسته ويرجع لبلاده. لكن الراجل رفض وقال له: "شوف ما أقولك! دى بنتى الوحيدة، وما قدرش أسيبها تبعد عنى". وعرض عليه، إنه يديه بيت تانى ويجوزه من واحدة تانية، لكن بنته تفضل جنبه. الراجل عمل نفسه موافق واتفق مع عروسته (بنت الراجل) إنها تروح له كل يوم بعد ما يخرج أبوها، وترجع بيت أبوها قبل ما يرجع، عشان ما يحسش بغيابها. وبعد أسبوع، قال لأبوها إنه خلاص لازم يسافر بلده. أبوها أتمنى له التوفيق، وراح يودعه لآخر البلد، على الحدود.
الراجل كان مخبى عروسته معاه في العربية. وأبوها كان فاكرها العروسة الجديدة. وما اكتشفش الملعوب إلا لما رجع البيت وما لقاهاش. فرجع جرى يدور عليهم، بس ما لقاهامش، عشان الجنى كان مستنيهم وخدهم على كتفه لحد القلعة بتاعة الدهب والفضة. الراجل قال للحراس: "آدينى جبت لكم البنت اللى كنتوا عايزينها، فين بقى الدهب والفضة اللى وعدتونى بيها؟" أدوا له كل اللى عاوزه. وبعدها طار هو وعروسته على كتف الجنى بعد ما ضحك على الحراس. لما وصلوا قصر العصافير، قال للملك: "آديني جبت لك الدهب والفضة. ممكن بقى تدينى العصافير؟" الملك إداله كل العصافير اللى عايزها، بس هو برضه ضحك ع الملك وما سابلوش الدهب والفضة. وخد كل حاجة معاه ورجع فوق كتف الجنى هو وعروسته والدهب والفضة والعصافير على بلاد سيوة.
تمت
الست اللى حكت لنا الحدوتة دى، قالت إن العصفور الأخضر اللى بيغنى، هو الراديو. وبتقول كمان إن الحدوتة دى هى اللى عرفت أهل سيوة إن فيه بلاد تانية غير سيوة، وعرفتهم برضه على فكرة الجواز من الأغراب.

نوادر عم مالم

عم مالم كان راجل سودانى، خدته الدنيا ورسى بيه الرحال فى سيوة. كان معروف عنه إنه ليه كلمة ع الجان، ويفك الأسحار ويشوف الطالع. وكان صيته ذايع في كل سيوة.
في مرة، واحد سهران مية (بيسقى أرضه بالليل: عشان حصة المية للروية كانت وقتها بالميعادة)، كان محتاس ليلة عيد الأضحى، وعمال يلف فى أرضه بيكلم نفسه م الحيرة والهموم. عاليه ما عندهمش دبيح للعيد. ويقول لروحه: "يعنى أعمل إيه يا ربى؟ أسرق؟ استغفر الله العظيم". وعلى فكرة، السرقة فى سيوة عيبة كبيرة جدا جدا، واللى يسرق ده، يتجرس جرسة ما لهاش زى. غير إنها حرام. بس العيبة فى سيوة ساعات تبقى أحرم م الحرام. فضل يفكر، وغلب حماره والهم راكب فوق كتافه. ماشى يجبيها يمين، يجيبها شمال، مش لاقى لها حل، فجأة شاف قدامه ضغنن عمال يجرى حواليه. بص كويس ما لقالوش صاحب. قال: "بس إنت جيت لى برجليك". راح ماسكه وعفقه فوق كتافه ومشى وهو فرحان قوى إنه هيروح بدبيحة للعيال. بص لقى ديل الجدى عمال يطول يطول. بص للجدى وقال له: "كل ما تطول ديلك، هلفه.ومش هاسيبك الليلة دى، ده أنا ما صدقت لقيتك" الجدى يطول في ديله. والراجل مش خايف، ويلف فى ديله ومكمل ع البيت. راح الجدى قال له: "طب ودينى عند عم مالم". الراجل استغرب إن الجدى بيتكلم، بس ما خافش. وقاله: "ماشى! هاوديك، بس يكون فى معلومك، برضه مش هاسيبك، وما تفتكرش إن عم مالم هيعتقك منى". خد الجدى وراح على عم مالم. فسأله أول ما شافه: "إيه اللى أنت ماسكه على كتفك ده؟ سيبه قوام" قاله: "مش سايبه. أنا عايز دبيح لعيالى في العيد. "المهم عم مالم فضل وراه لحد ما أقنعه يسيب الجدى لحاله. وأول ما سابه، عم مالم قال له بصوت غريب: "أطلب اللى أنت عايزه". الراجل قال له: "مش عايز غير دبيح للعيال". عم مالم قال له بنفس الصوت الغريب" "أطلب اللى أنت عايزه". والراجل يعيد نفس الكلام. عم مال كرر جملته تالت مرة بالصوت نفسه. والراجل مصمم على طلبته. راح عم مالم قال له بصوته العادي: "طب خش الزريبة نقى الخروف اللى يعجبك". الراجل دخل نقى خروف وخرج شايله على كتفه. عم مالم قال له: "أما إنك راجل فقرى صحيح. تعرف؟ اللى كنت ماسكه ده، ابن ملك الجن، وقعد يسألك تطلب إيه. لو كنت طلبت كنوز الدنيا، كان إدهالك في لمح البصر". الراجل قال له: "ومين قال لك إنى عايز كنوز الدنيا؟ أنا مش عايز غير دبيحة لعياى في العيد". وروح وهو مبسوط. وعم مالم عمال يضحك ويقول: "لله في خلقه شئون".
فى رة م المرات، اتجمعوا كام شاب وقالوا واحنا إيه اللى عرفنا إن عم مالم ده واصل؟ مش يمكن كداب؟ فاتفقوا يروحوا له فى المربوعة (المضيفة) ويشوفوا حكايته إيه بالظبط
دخلوا عليه:
- سلامو عليكو يا عم مالم!
- وعليكم السلام.
- هو احنا لو طلبنا منك اى حاجة يعنى، تقدر تنفذها؟
- أيوة
- طب عايزين ناكل
- تاكلوا إيه؟
- كسكسى باللحمة
- ماشى
فى لمحة، لقوا طبقين كسكسى كبار مرصوصين ع الشباك، سخنة ملهلبة ومليانة هبر لحمة. شلة الشباب عملوا ميعادين (حلقتين)، كل ميعاد حوالين طبق. قالوا له قبل ما يأكلوا: "يا عم مالم، نقول بسم الله؟" قال لهم: "قولوا"!
كلوا وشربوا الشاى. وبعدين سألوه:
- إلا يا عم مالم، هو الكسكى اللى كلناه ده، جاى منين؟
- م المغرب.
- إزاي؟
أول ما قلتوا إنكم عايزين كسكسى، طلبته لكم م الجن، راحا المغرب يدوروا عليه، فلقيوا فرح، والصبايا واقفين يغرفوا للمعازيم. فيهم اتنين تسيوا يسموا ع الأكل، راحو الجن خدوا الأطباق الفاضية وحطوها مطرح ما خدتوها.
خدوا الطبقين الفاضيين وحطوهم ع الشباك، فى ثانية اختفوا. سألوه تانى:
- راحت فين الأطباق؟
- الجن رجعوها مكانها عشان تتغسل، لجل الصبايا ما يتأذوش لو أصحاب الفرح لقيوا طبقين ناقصين.
خرجوا الشباب من عند عم مالم، وما عادوش يشكوا تانى في قدراه، وكمان بقوا زباينه، يقرا لهم الطالع والنازل كمان.

الداية "ثمون

كان ياما كان، كان فيه فى سيوة داية اسمها ثمون. وكانت فى الأصل من قرية أغورمى.
وفى يوم من الأيام وهى بتغسل الهدوم فى عين كليوباترا زى كل السيويين زمان، شافت سمكة، خدتها واكتشفت إنها حامل، فضحكت وقالت لها: "ندرن عليا لولدك على إيديا دول. ما أنا أصلى داية بنت داية وخالة أمى الله يرحمها كانت داية. آه ما أصل شغلتنا دى بالوراثة. "وكانت كل الستات اللى قاعدين بيغسلوا معاها فى العين ميتين م الضحك عالحكاية دى. المهم الداية سابت السمكة تنزل فى المية تانى ومشيت وسابتها. ومرت الأيام، وفى ليلة من الليالى جم كام ست يخبطوا على الداية وخدوها. مشيت معاهم لحد ما وصلوا لعين جوبة (كليوباترا). قالت لهم: "فين البيت؟" شاورولها عليه. بصت بطرف عينها على عين جوبة، ما لاقتش فيها ولا نقطة مية. الداية استعجبت!
المهم الستات قالوا لها: "تعالي ورانا وما تخافيش." مشيت وراهم. نزلوا سلالم العين، نزلت معاهم. دخلوا مغارة، دخلت وراهم. وهناك لقت بيت، مليان ناس كتيرة. أطفال وستات ورجالة. دخلوها أودة، بصت لقت السمكة الحالم ع السرير، وقالت لها: "إنتي مش كنتي وعدتيني إنك هتولدني على إيديكي؟ آديني على ولادة. يللا بقى، إوفي بوعدك والندر اللي عليكي." فعلا، شمرت الداية دراعاتها وولدتها. السمكة جابت ولد. وقالت لها: "شوفي بقى! ما انتيش ماشية قبل السبوع". هتقعدي معانا هنا معززة مكرمة، وما حدش فينا هيأذيكي. بس المهم، إنك لا تاكلي من أكلنا ولا تشربي من شربنا ولما تجوعي قولي لنا، واحنا هنبعت نجيب لك أكل من بيتك". وعدوا السبع تيام.
ابنها وكل أهل سيوة لما اختفت أول 3 أيام افتكروها ماتت. وعملوا لها صوان عزا. وفي اليوم السابع، وفي نفس الساعة اللي عدوا الستات عليها عشان ياخدوها، رجعوها على بيتها وأدوه صينية كبيرة مليانة بالدهب. لما رجعت وابنها وأهل سيوة شافوها ما صدقوش عينهم. حكت لهم الحكاية من طقطق لسلامو عليكو، وعشان تبرهن لهم صدقها، قالت لهم كل أصناف الأكل اللي كلوها طول الأسبوع اللي كانت غايبة فيه عن بيتها. وبفضل صينية الدهب اللي رجعت بيها، بقت هي وابنها من أغنى أغنياء سيوة.

بوباليس

كان يا ما كان، كان فيه شلة عشرة، يعني مجموعة من العشير. والعشير ده هو اللي كان بيشتغل عند الغني بلقمته. وكانوا العشرة دول كلهم زقالة، يعني عزاب، مش متجوزين. اتنين منهم كانوا صحاب. وفي ليلة، اتفقوا إنهم أو ما الفجر يشقشق، يطلعوا على المراقي. وتاني يوم، فعلا خدوا أكلهم معاهم ومشيوا. لما وصلوا بلد بوباليس اللي ع الطريق من ناحية الملاحات، وصلوا لحتة مليانة جناين.
واحد م الإتنين قال لصاحبه: " استنى لما أجيب شوية بلح نتسلى بيهم". صاحبنا قال له: " يا عم امشي، لسه هتنزل من ع الحمار وتتشعبط ع النخلة، يللا يللا، خللينا نلحق اليوم من أوله". صاحبه قاله: " ما تخافش، مش هنتأخر، بص!" وراح مادد إيده ناحية النخلة وهو فوق الحمار، إيده فجأة طولت ييجي 10 متر، وطالت السباطة. صاحبنا اترعب، وعرف إن اللي معاه ده مش صاحبه ده عفريت لطع له في صورة صاحبه. سابه في السكة وجرى ع الطريق زي الريح وهو يتر عش م الرعب. لحد ما وصل البيت. وفعلا، بص ع السير لقى صاحبه لسه نايم مكانه. صحاه وقال له: " شفت اللي حصل؟" وحكى لهم الحكاية. صاحبه قال له: " إزاي ده؟ طب قوم قوام ويني ابن اللذينه ده ". قال له: " لأ خلاص، مش ممكن أرجع هناك تاني". صاحبه شجعه، مش ممكن أرجع هناك تاني". صاحبه شجعه، وقال له: " ما تخافش بقى، ما انا معاك أهه!". المهم اتفقوا إنهم يروحوا تاني يوم في نفس الميعاد. وأهه يكون صاحبنا ارتاح م المشوار والخضة.
وتاني يوم الصبح، قاموا من بدري وطلعوا ع الطريق، ولما قربوا على مكان النخلة إياها، صاحبنا بص لزميله وقال له: "هنا". صاحبه قال له: معقول؟ ومد إيده من هنا؟" قال له: "آه ولله!" ضحك وقال له: "إزالي يعين مش ممكن؟" صاحبنا حلف له تاني.
صاحبه قال له: " أنا أنا بقى عشان أجيلك حبة بلح، ممكن أعمل كده". وراح مد رجله ع السباطة وجاب له بلح. صاحبنا فاق بعد ما سورق، ومن ساعتها مش راضي يكلم صاحبه تاني، لحسن برضه يطلع عفريت.

جنون آبو

كان فيه مرة صغير اسمه آبو مهووس بعالم الجنون (الجن)، وكل همه إنه يتعلم السحر. كل الناس قعدوا ينصحوه: " إبعد عن السكة دي، مش هينوبك غير الآذية!". ما فيش فايدة. كان حلمه يهمين ع الجن ويسخرهم. يجيب كتب ويقراها، ويقابل ناس ويسمعهم. عايز فعلا يتعلم.
ولما آبو عرف واتعلم كام حاجة خفيفة كده ع الماشي، قال: " أما أجرب، وأشوف هتمشي معايا وألا إيه". وانتظر أول فرصة جت له. كان راح هو وواحد زميله برضه من أهل سيوة واشتغلوا في ليبيا.
جه سكنهم جنب جماعة صعايدة. والصعايدة بطبعهم، صوتهم عالي. وكانوا عاملين بدوشتهم إزعاج فظيع لآبو. وفي يوم اتنرفز منهم وقال لزميله: "الناس دي أنا لازم أكرشهم (أطردهم) من هنا". زميله يقول هل: " يا عم معلش، دول غلابة وجايين ياكلوا عيش زينا زيهم" . آبو قال له: "هاكر شهم يعني هاكر شهم" . وتاني يوم راح كلم واحد عشان يجيب هل شوية حاجات غريبة. قال إيه؟! تراب نمل ما بيسمعش آذان وعين عفريت، وديل قطة عمشة، وريشة من جناح هدهد يتيم. الخ). وسهر بحاجاته بالليل بكل همة ونشاط.
تاني يوم ما رضيش يروح شغله، وفضل مستني في البيت. وقبل ميعاد رجوع الجماعة الصعايدة من شغلهم، قام رش التراب بالخلطة إياها على عتبة بيتهم. وصلوا ودخلوا البيع وحتى قبل ما يلحقوا يقفلوا الباب وراهم، قاموا على بعض خناق وضرب بالكواريك (عدة شغلهم)، كده من غير أي سبب، والبوليس جه، والمهم، اللي راح ع المستشفى، واللي ع القسم واللي ع الجبانة.
ومن يوم ده، وآبو خلاص، خد ختم السحرة. ودار يجرب ده وده، من غير ما يهمه إن كان تاني يوم ما رضيش يروح شغله وفضل مستني في البيت. وقبل ميعاد رجوع الجماعة الصعايدة من شغلهم، قام رش التراب بالخلطة إياها على عتبة بيتهم. وصلوا ودخلوا البيت وحتى قبل ما يلحقوا يقفلوا الباب وراهم، قاموا على بعض خناق وضرب بالكواريك (عدة شغلهم)، كده من غير أي سبب. والبوليس جه، والمهم، اللي راح ع المستشفى، واللي ع القسم واللي ع الجبانة.
ومن اليوم ده، وآبو خلاص، خد ختم السحرة. ودار يجرب ده وده، ومن غير ما يهمه إن كان فيه حد ممكن يتأذى من عمايله. المهم إنه اتصل بعالم الجنون، وبقى له سلطة عليهم. ده حتى في مرة قال: " أما أعمل طاقية الاخفا ". بس استعجل عليها شوية. وبعد ما لبسها، كله اختفى ما عدا رجليه. وقام يجبرها وهو فطسان على روحه م الضحك، راح عدى على خص فيه جمعة سهرانين. واحد منهم لقى رجلين ماشية لوحدها، اتشل، وما وقفش تاني على رجليه. وآبو ييضحك. كان واخدها لعبة.
راحت الأيام وجت الأيام، واتغير حال أبو. هتسألوا إتغير إزاي؟ يعني مثلا، تلاقوه شايل فلق نخل ما يقدرش على حمله 5 أو 6 أنفار، ويمشي بيه مشواير مشاوير، وبعدين ينزله من على كتافه، ويولع فيه النار. وبعدين يرجع شايل مية عشان يطفي النار اللي ولعها. ويفضل طول الليل يعيد ويزيد في الشيل والحط ويولع ويطفى. ويقعد بعد ما يتهد حيله يزعق كإنه بيكلم ناس حواليه: "كفاية حرام عليكو بقى. ولع، طفي. حرام، أنا تعبت".
وساعات، يروح يملا حمولة مية من عين في المنشية (بعيد قوي) ويرجع السكة الطويلة دي عشان يفضي الحمولة في عين قديمة اسمها طناويس. ويفضل رايح جاي يملا من عين المنشية ويصب في عين طناويس.
واللي يسأله: "بتعمل في نفسك كده ليه؟ " يقول: " حسب الأوامر: . وبمرور السنين شكله بقى مبهدل وبؤس ع الآخر، وهدومه مقطعة وحالته كرب. مرة صعب على أخوه، فراح اشترى له هدمتين جداد عليهم القيمة، واداهم له. ما رضيش ياخدهم، وقال له: " ممنوع علي ألبس نضيف ولا أحط ريحة. هم عايزنني كده"!
وأوقات تانية، الناس تشوفه برضه كأنه بيكلم ناس حواليه ويتخانق معاهم: " كداب. هو يقتل وييجي يقول لكم إني أنا اللي قتلت؟ بقى كده؟1 مش مصدقيني؟! خلاص، يبقى معادنا بكرة عند الشيخ".
ومرة فضل يرش مية في الشارع. واحد سأله: " بتعمل إيه يا آبو؟ " أصل زفة بنت الملك الليلة دي ".
آدي اللي صار وآدي اللي كان، وعلى رأي المثل، تيجه تسخره، يسخرك. واللي يحضر العفريت، يصرفه.
حكايات عن مجتمع البدو بعاداته وتقاليده

قصة حب عجيبة عن الست اللي معاها قلة الخير

في زمن من الأزمان كان عدد الرجال تلتين وعدد النسا تلت. فراح واحد اتكلم على واحدة، لكن ولاد عمها وقفوا له. وقالوا إحنا أولى بيها. ورفضوا يدوها للغريب. وفي آخر المتمة، اتجوزت الغريب. قعدت معاه سنة ولا اتنين، وبعدين مرضت والراجل الغريب كان بيحبها قوي. كل ما يدخل عليها يلاقيها بتبكي. وتقول له: " خايفة أموت وانت تتجوز بعدي ". يقول لها: " مش ممكن! " تقول له: ما اصدقكشي. كل يوم نفس الموضعو. قال لها: طب أعمل لك إيه عشان أريحك وتصدقني؟ " .قالت له: " تجيب دكتور وتخصي نفسك". سمع كلامها عشن يريحها ويفهمها قد إيه بيحبها. مرت سنة، خفت هي وبقت كويسة. وابتدت تلومه وتعايره إنه مخصي. قال لها: " ما انتي السبب ". استنت 5-6 شهور وقالت له: " طلقني ". قال لها: " باحبك وما قدرش أطلقك ". ولما كان من حقها الطلاق، طلبت الطلاق وطلقها.
راحوا له الحراس عشان يعرفوا وصفة راحة البال منه ويبلغوها للسلطان. قال لهم: انتو ما تعرفوش حاجة.
أنا أتعب واحد في البلد دي. قالوا له: إزاي دي الناس بتقول عنك كيت وكيت؟ قوال لهم: ما يعرفوش حاجة. وده كلام ماقدرش أقوله. صمموا إنه يحكي لهم: إحنا غربا ومش من هنا. فحكي لهم حكايته وعرفوا إن البنات اللي بيخدموه دول بنات طليقته ورئيس العمال. ضربوا كف بكف وسابوه وجريوا على السلطان.
قالوا له: أريح بال وأريح واحد في الدنيا.. آدي مشكلته.
الحكمة: لا راحة في الدنيا ولا نجاة من الموت ولا سلام من ألسنة الخلق.

مبروكة

مبروكة كانت عيلة عندها 13 سنة، لما جوزوها راجل كبير عنده 55 سنة وكان مطلق 2 من قبلها. وقتها ما كانش للبنت أي رأي في جوازها. اتجوزت وراحت تعيش مع جوزها في جبل الدكرور. هو كان بعد الشغل يروح يسكر ويرجع يضحك معاها ويلاطفها. يقعدوا قعدتهم، وبعدين يسيبها تخرج مع البنات اللي في سنها، يغنوا ويرقصوا على الجبل تحت ضي القمر. وترجع مع البنات شايلة حزمة حطب فوق راسها زيهم وكلهم بيزغردوا وهم راجعين ترجع تلاقي جوزها نام م التعب والخمرة. تنام جنبه زي الملاك. ومش شايلة للدنيا هم. وكانت كل الناس مبسوطة وبالهم رايق. يحبوا الغنا والرقص. وياكلوا المخمخ والملوخية، واللحمة مرة واحدة في الأسبوع، وصحتهم بمب وعال العال. هييه كانت أيام!
مبروكة عاشت مع جوزها 7 سنين من غير خلفة. وفي يوم من الأيام، حست إن ملهاش نفس للأكل. ونفسها رايحة على اللمون والبتنجان المخلل. جوزها لما لقاها ما بتاكلش أبدا، خدها ع الدكتور. فبشرهم إنها حامل. وفعلا، خلفت أول بنت: هنوى. وبعدها خلفت زمزمم وفاطمة. وبعد التلات بنات ما اتجوزوا، جابت كمان أحمد ويحيى. وكانت الحياة ماشية كويس لحد ما بقى أحمد سنه 3 سنين ويحيى سنة ونص.
وقتها، ابتدت تحصل حاجات غريبة. في يوم قعدت تدور على بنطلون جوزها ما لقتهوش. قلبت عليه البيت، إنها تعتر فيه؟ أبدا. وبعدها كمان، اختفت طرحة حمرا بتاعتها. برضه داخت عليها، وما فيش فايدة. وبعدين، ابتدت تحس بخنقة من جوزها وبيتها والعيال حالة غريبة بقت تحصل لها. من غير أسباب بقت مش طايقة البيت ولا العيشة معاهم. مش طايقة! كل شوية، تسيبهم وتهج. يجرى أخوها وراها ويرجعها بالعافية. شوية وتعاود تهرب. أخوها يشيلها من دراعها بالقوة ويرجعها. حست بالياس. مش فاهمة سبب اللى بيحصل لها. وليه مش طايقة عيشتها ولا راجلها بعد عشرة 25 سنة. وإزاى يجيلها قلب تسيب بيتها وولادها الصغيرين. تحاول تكمل وتستحمل الحالة اللى بتجيها. بس برضه ما فيش فايدة. فى مرة، ولعت فى هدومها، والنار مسكت فيها وحرقت رجليها. لحقوها فى اللحظة المناسبة. جوزها كمان بيحاول يفهم اللى جرالها. ويحن عليها ويساعدها، بس برضه مش نافع.
وفي ليلة م الليالي، جت لها الحالة، وراحت على العين عشان ترمى نفسها لجل ما تغرق وتخلص من حياتها. جوزها وأخوها خرجوا يوروا عليها فى كل البلد. وفعلا، لقوها قاعدة مسهمة ومبحلقة فى المية. لحقوها قبل ما ترمى روحها وخدوها تانى ع البيت. بس ساعتها وهي قاعدة قدام العين، شافت إن فيه حد عامل لها عمل. وحكت لجوزها وأخوها اللى شافته. بعدها بكام يوم، وبعد ما حكايتها بقت على كل لسان، جالهم واحد بيعمل أسحار، وقال لهم إن ضميره معذبه، عشان فيه حد راح له من فترة بأترها عشان يعمل لها أعمال كتيرة. كتيرة قوى.
الراجل السحار طلب منها السماح، عشان يقدر يسامح نفسه. هو كان فاكرها ست مؤذية، بس بعد ما شاف إن عمايله هتأذى أطفالها الصغيرين اللى مالهومش أى ذنب، راح يتأسف لها ويستسمحها. ولما عرفها، صعبت عليه هى كمان. وقعد يفك فى عمل ورا عمل.
بس دول كانوا كتير قوى. فك اللى فكه، والباقى فضل زى ما هو، مش فاكر مدفون فين. قال لها: "خلاص سامحتينى؟" طب قول لى مين اللى كان عايز. "قال بحزم:" أنا مش فى حل إنى أقول مين".
ردت عليه من بين دموعها: "خلاص. يبقى لما نروح للى خالقنا، يبقى هو يسامح اللى يسامحه. ويدى لكل حى حقه."
وفضلت مبروكة مصممة على الطلاق من جوزها. ما هو كان لسه فيه أعمال ماتفكتش! الهم جوزها مالقاش قدامه بد غير إنه ينفذ لها رغبتها، وطلقها وهو قلبه واجعه على عياله. راح اتجوز بنت صغيرة وخلف منها هى كما. بس كان كل ليلة يروح لمبروكة يقعد فى ساحة البيت، يلعب مع عياه لحد الصبح. وهى قافلة على روحها أودتها، عشان هم متطلقين. كانت مبسوطة تصحى الصبح تلاقيه قاعد وسط عياله، تعمل له يفطر ويشرب الشاى وتنه ماشى. مراته الجديدة كانت هتطق من مبروكة وعيالها، عشان ما كانش بيقعد ولا يبات عندها. وفضل الحال هو الحال، لحد ما الراجل ربنا افتكره. ودلوقتى مبروكة عندها 72 سنة ولسه عايشة فى بيتها مع ابنها أحمد ومراته فاطمة وولاده الحلوين. أما يحيى أصغر ولادها عايش في ليبيا وكمان أصغر البنات فاطمة برضه فى ليبيا. أما هنوى وزمزم عايشين فى سيوة مع أجوازهم وولادهم. ولحد النهاردة، مبروكة مش عارفة مين اللى عملها الأعمال. بس نقول إيه: هى الدنيا كده! فيها ناس كويسة وناس وحشة! وساعات تعمل خير، ما تلاقى غير الشر. بس اللى نيته وأعماله خيرة، ربنا بينجيه.

الكدب مالوش رجلين

كان فيه راجل راح اتجوز واحدة من قبيلة تانية. بسن لما عرفهم، حس إن مح أهل القبيلة دى على قده. قلق عل خلفته، عشان كان معروف وقتها إن الولد بياخد سدس صفاته من أبوه، والباقي من أهل أمه. لكن ربنا خيب ظنه وابنه طلع نبيه زيه. فرح بيه. وفر مرة قال لمراته: "شفتى بقى، ربنا كرمنا في الواد وما طلعش أهبل زى أهلك". الست زعلت جدا، وقالت له: "إزاى تقول على أهل هبل؟" وطبعا كل الستات يحبوا يطلعوا بأهلهم السما ولا يقبلوش عليهم كلمة. راحت اتخانقت مع جوزها. فقال لها: "ما تزعليش. بس لو مش مصدقاني، روحى اسأليهم على 4 كلمات، لو عرفوهم، يبقى أنا محقوق لك، وأبوس على راسك كمان". وراح كاتب لها لغز فى ورقة، خدته وطلعت على أهلها. ابنها عرف بالحكاية، وكان حاسس إن أخواله مش هيعرفوا يحلوا اللغز، فقال لها: "قبل ما تدى لأبويا الحل اللى هيبعتوه، وريهولى، عشان لو حلهم غلط، نلحق نصلحه قبل ما أبويا ما يمسكها عليكى ذلة". اتفقوا على كده، وهى راحت فى طريقها على ركوبتها، وهو كمل رعى الجمال زى عوايده. لما وصلت عند أهلها، أدتهم الورقة، واجتمعوا كلهم عشان يحلو اللغز. بس هى طبعا ما قالت لهمش على كل الحكاية، عشان ما يزعلوش من جوزها. المهم اتجمعوا وفتحوا الورقة.
أول سؤال: إيش أتقل شى: كلهم قالوا: الحديد
تانى سؤال: إيش أخف شى: جاوبوا: الغربال
التالت: إيش أحلى شى: كلهم ردوا: عسل النحل
الرابع: إيش أمر شى: الكل قال: الحنظل
الست فرحت بذكاوة أهلها وراحت واخدة الـ 4 كلمات حل اللغز، ورجعت على بلد جوزها. فى السكة كان مستنيها إبنها. وشاف الحل. قال لها: "كويس إنى قابلتك. طبعا حلوا غلط شوفى يا ستى، لما تروحى لأبويا، تقولى له، إنهم بعتوا معاكى الحل ده.
أتقل شى: لومة صاحبك عليك
أخف شى: لومة عدوك عليك
أحلى شى: لعب العيال حوالين أبوهم
أمر شى: شيل الاحباب فى النعش"
راحت لجوزها وادته الحل اللى إداه لها إبنها، وقالت له: "هاااه. إيه رأيك؟ إخواتى طلعوا هبل برضه؟" الراجل اتجنن. إزاى عرفوا الحل؟ سألها: "إنتى قابلتى الواد إبننا فى الطريق وانتى راجعة؟" لونها اصفر. بس قالت بسرعة: "أبدا. ما شفتوش". قال لها: "أبدا أبدا؟ مالمحتيحوش حتى فى سكتك؟ "هزت راسها وقالت: "لا". راح لابس طاقيته وطلع جرى قدام البيت واقعد يزعق ويصوت بصوت عالى جدا. راحوا ولاد عمه جم جرى عشان حسوا إن فيه مصيبة عنده، وقالوا ينجدوه. قال لهم: "إبنى.. إبنى يا ناس مش موجود. مش لاقيه. حتى أمه جاية من أول البلد ما لقتهوش". الأم لقت الحكاية هتكبر، وكل البلد هتطلع تدور على ابنها، راحت قالت له: "ما تقلقش على ابنك. أنا شفته وأنا راجعة. "جوزها ضحك، وقال لها: "يبقى هو اللى حل اللغز صح؟ مش اخواتك الهبل"!

لسانك حصانك

كان فيه زمان ست وراجل متجوزين، وعايشين فى تبات ونبات. الراجل كان حمقى وعصبى، وما بيتحكمش فى أعصابه. كل ما يغضب من مراته، يرمى عليها يمين الطلاق. وبعدين يندم. ويردها. مرة فى مرة، حصلت الطلقة التالتة. الست ما صدقتش روحها. كده! ده كلام! بعد العشرة دى كلها، تلاقى نفسها طالقة بالتلاتة؟ هو طبعا ندم زى كل مرة. بس ماكانش عارف يتصرف. مراته وحرمت عليه. وفى نفس الوقت، مكسوف من عملته السودة. هو لسه بيجبها، ونفسه يكمل عيشته معاها. طب إيه العمل؟ اتفقوا مع بعض إنهم يخلوا حكاية الطلاق دى سر بينهم. يعشوا مع بعض تحت سقف واحد، بس لا هو يقرب لها ولا هى تقرب له. يعيشوا زى الأخوات، وكل واحد فيهم ينام فى أودة. وفضلوا ع الحال ده، قد سنة ونص. ولا من شاف ولا من درى. لحد ما فى يوم زارتهم أخته وقعدت معاهم كام يوم. وقتها لاحظت إن كل واحد فيهم بينام في حتة. خدتها على جنب وسألتها، فصارحتها بمصيبتها. راحت قالت لأخوها: "بس ده كمان ما يرضيش ربنا. لازم تروح تطلقها عند المأذون". اضطر يسمع كلامها، وراح وهو قلبه بيتقطع. وخد معاه مراته، أو اللى كانت مراته. وهناك عند المأذون، قالوا له: "لو عايزها ترجع لك، لازم تتجوز راجل تانى (محلل)، ولما تطلق منه، ترجع لك وساعتها تصون لسانك وتحافظ على بيتك". الست ما وافقتش ع الحل ده. ليه؟ لإنها كانت عارفة ومتأكدة إنها لو حصل واتجوزت راجل تانى، لا يمكن جوزها هيرضى يرجعها. فقالت لهم: "خلاص يا جماعة. النصيب غلاب. مقسوم لنا نتطلق ونتفرق.
لكن أنا ماليش كيف أتجوز راجل غيره. وبما إنى حرمت عليه، ما فيش غير إنى أرضى بنصيبى". وفعلا تم الطلاق وخدها على بيت أهلها بعد ما سابها وودعها، وخرج ع الشارع، سمع صوتها يتجرى وراه. وقالت له: "أنا يعز على إنك تعيش من غير جواز، أو إنك تقع فى حد ما يصونش عشرتك، عشان كده، أنا خطبت لك فلانة بنت فلان من كام أسبوع. روح لهم واطلب إيدها، وهم خلاص عندهم فكرة بس خلليك فاكر، إنى حبيتك وظلمتنى، ومع كده، أنا ما همنيش وجريت وراك قدام كل الناس عشان أدلك على بنت الحلال، وأقولك: الله يسامحك. "الراجل الدمعة فرت من عينه وقال لها: "أنا اللى مش مسامح نفسى يا ريت تسامحينى". وبعدها ما قدرش يتقدم للبنت إياها اللى طليقته خطبتها له. بس بعد كام شهر، راح واتقدم لها، وأهلها كانوا مستنيينه، وقالوا له: إحنا في انتظارك من ساعة ما زارتنا الست الأميرة اللى كانت مراتك. بس إحنا عندنا شرط. تصون لسانك ولا تعملش فى بنتنا زى ما عملت فى بنت الناس. وفعلا، بقى يمسك لسانه كل ما يغضب، عشان ما يظلمش ست تانية زى ما ظلم مراته الأولانية، اللى كان لسه بيجبها. وفضل يحبها ويحلف بحياتها. مع إنه خلف من التانية عيال، قلبه فضل مع الأولانية اللى ما كانتش بتخلف. وفضل مرحوم منها طول عمره. وكل ما يفكر يدعى لها، ويتمنى إنها تسامحه.

حكاية العقال والجمال


زمان زمان فى عصر الهلالية (سنة 600 هجرية) كان الشيخ زايد العجاج يسمع واحد يقول: الجود فى الموجود، يرد عليه واحد تانى: لأ، ده السر فى الجدود (يعنى أصل الجدود يا إما كرما أو بخلا) – قال الشيخ زايد: لا الجود فى الموجود ولا السر فى الجدود. ولكن الندى فى الجلود.
كان فيه ست أخوها ضرب واحد، فحكم عليه السلطان إنه يدفع 20 جمل غرامة أو يتعدم. والأخت دى كانت فقيرة. طب إزا تنفذ أخوها من الموت. شار عليها واحد إنها تروح ع الشيخ زايد العجاج وتحكى له مشكلتها، وهو أكي هيدفع لها الـ 20 جمل لأنه كان مشهور بالكرم. شدت الرحال وطلعت ع الشيخ زايد. أول ما وصلت سلم عليها وقعدها مع مراته. الست صاحبة المشكلة كانت مستعجلة تحكى حكايتها، لكن مرات الشيخ زايد قالت لها: تقعدى معانا 3 أيام الأول. وبعد ما نوفى حق الضيافة، تبقى تحكى لنا مشكلتك، إلا لو الأمر ملح وما يستناش. فطلبت تقابل الشيخ زايد. وافق إنها تجيله مع زوجته (ما كانش يقابل ست لوحده). ولما حكت له حكايتها، قال لها: اليلة ليل وبكرة ع الخير (يعنى نامى الليلة والصباح رباح) تانى يوم الصبح، ربط لها عقال وقال لها: شوفى إنتى تمسكى العقال ده وترميه وزى ما تيجى الرمية، هتكون الجمال اللى وصل عندها العقال من نصيبك. رمت الست العقال وكان نصيبها 40 ناقة ومنهم كمان ناقات شايلين (حوامل). يساعتها، بكى واحد من الرعيان واشتكى لابن الشيخ زايد العجاج، قال له: يا سيدي مش مهم تاخد اللى تاخده، بس فيه ناقة واحدة صعبانة على. بتعطينى الحليب وباحمل عليها الدبش. فطلب ابن الشيخ زايد من أبوه إنه يرجع الناقة دى اللى بكى عليها الرعيان. قال له الشيخ زايد: اطلع أنت ورا الست وخد منها الناقة اللى عايزها. وبعد ما مشى، قال لمراته اللى هى أم ابنه خرج ورا الست: لو رجع بالناقة دى أو بالفرسة بتاعته لا يكون ابنى ولا أعرفه. صرخت مراته وقالت له: بس انت اللى قلت له يروح يجيبها. قال لها: ده كان امتحان له.. قال الشاعر: كانك ياخى نادم ولا ندموك الرجال. زيد: لا انى نادم ولا ندمونى الرجال وبعد كام يوم، رجع الصبى ابن الشيخ زايد ماشى على رجليه. وقال لهم إنه ما قدرش يطلب الناقة من الست، ونزل من على فرسه، عشان أخوها يركبها لما يتفك سجنه. وقال لأبوه: صحيح اللى يجود بـ 40 ناقة، ما يرجع منهم ناقة. وقال الشاعر: خشينا بلاد الهند والسند وبلاد عربها يركبون الافيال... لا أفرس من الزناتى خليفة ولا أكرم من زيد العجاج رأينا... ولما سألوا زيد العجاج ليه عملت كده؟ سألهم: كم عدد جمالى؟ قالوا 2000 أو 3000. رد عليهم: كل الجمال دى لن يكون لها ذكر، لكن الـ 40 هيدخلوا التاريخ.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More